مهارة حل المشكلات في الرياضيات
مفهوم حل المشكلات
وهو مجموعة العمليات التي يقوم بها المتعلم مستخدماً المكتسبات المعرفية التي سبق له تعلمها، والمهارات التي اكتسبها في انجاز عملية بطرق جديدة، وغير مألوفة له في السيطرة عليها، والوصول إلى حلها. إن طريقة حل المشكلة هو أسلوب يضع المتعلم أو الطفل في موقف حقيقي يُعْمِلون فيه أذهانهم بهدف الوصول إلى حالة توازن معرفي، وتعتبر حالة التوازن المعرفي حالة دافعية يسعى الطفل إلى تحقيقها وتتم هذه الحالة عند وصوله إلى حل وضعية انجاز عملية أو إجابة عن سؤال أو اكتشاف مفهوم جديد.
مهارة حل المشكلات هي واحدة من المهارات الحياتية.
تعريف أسلوب حل المشكلات
ويعرف أسلوب حل المشكلات عدة تعريفات منها:
- انه أحد الأساليب التدريسية التي يقوم فيه المربي بدور إيجابي للتغلب على صعوبة ما تحول بينة وبين تحقيق هدفه ولكي يكون الموقف مشكلة لابد من توافر ثلاثة عناصر
- هدف يسعى إليه
- صعوبة تحول دون تحقيق الهدف
- رغبة في التغلب علي الصعوبة عن طريق نشاط يقوم به المتعلم
- أنه حل المشكلات هو سلوك ينظم المفاهيم والقواعد التي سبق تعلمها بطريقة تساعد على تطبيقها في الموقف المشكل التي تواجه المتعلم. وبذلك يكون المتعلم قد تعلم شيئا جديدا هو سلوك حل المشكلة، وهو مستوى أعلى من مستوى تعلم المبادئ والقواعد والحقائق
- أنه النشاط والإجراءات التي يقوم بها المتعلم عند مواجهته لوضعية مشكل للتغلب على الصعوبات التي تحول دون توصله إلى الحل. ومعنى ذلك أن سلوك حل المشكلة يتطلب من المتعلم قيامه بنشاط أو مجموعة من الإجراءات أو التمشيات فهو يربط بين خبراته التي سبق تعلمها في مواقف متنوعة وسابقة وبين ما يواجهه من مشكلة حالية، فيجمع المعطيات، ويفهم الحقائق والقواعد، وصولا إلى التعميمات المختلفة
- تعتمد عملية حل المشكلات علي الملاحظة الواعية والتجريب والاستنتاج وجمع المعلومات وتقويمها وهي نفسها خطوات التفكير العلمي
- يتم في حل المشكلات الانتقال من الكل إلي الجزء ومن الجزء إلي الكل بمعني أن حل المشكلات مزيج من الاستقراء والاستنباط
- حل المشكلات طريقة تدريس وتفكير معاً حيث يستخدم الفرد المتعلم القواعد والقوانين للوصول إلى الحل
- تتضافر عمليتي الاستقصاء والاكتشاف وصولاً إلى الحل . حيث يمارس المتعلم عملية الاستقصاء في جميع الحلول الممكنة ويكتشف العلاقات بين عناصر الحل
- تعتمد على هدف بحيث على أساسه تخطط الأنشطة التعليمة وتوجه كما يتوفر فيها عنصر الاستنتاج الذي يتضمن إعادة تنظيم الخبرات السابقة
- حل المشكلات يعني إزالة عدم الاستقرار لدي المتعلم وحدوث التكيف والتوازن مع البيئة
- ومعنى ذلك أن سلوك حل المشكلات يقع بين إدراك تام لمعلومات سابقة، وعدم إدراك تام لموقف جديد معروض أمامه يمكن أن يستخدم فيه ما لديه من معلومات ومهارات، وأن ينظم خبراته ومعلوماته السابقة، ليختار منها ما يطبقه في الوضعية المشكل الجديد الذي يواجهه
ويلاحظ من جملة ممّا سبق ما يلي
تدريب المتعلمين على أسلوب حل المشكلات يتطلب تعريفهم لمشكلات ترتبط بما يدرسونه من مواد مختلفة، أو لمشكلات تتصل بالحياة المدرسية وغير المدرسية داخل بيئاتهم. تختلف المشاكل بين الأفراد، فما هو مشكلة لشخص ما في وقت ما قد لا يكون كذلك للشخص نفسه في وقت آخر، كما أن الأمر يتوقف على الفرد نفسه في قبوله ما يطرح عليه من مشكلة سيسعى لحلها أم لا. يضاف إلى ذلك أن ما يعتبر مشكلة بالنسبة للبعض قد لا يعتبر مشكلة بالنسبة لمتعلم آخر سبق له أن مر بهذا الموقف، حيث انه يصل الى هدفه دونما مشقة، في حين يعتبر هذا الموقف مشكلة بالنسبة لمتعلم آخر فهو يحتاج الى استحضار خبراته الأدبية السابقة، والقيام بالتفكير في مهارات التذوق الأدبي، وقواعد النقد الأدبي المرتبطة بالنص الأدبي المعروض أمامه، ثم الانتقاء من هذه وتلك، ما يمكن تطبيقه في هذا الموقف الجديد، وصولا إلى الحل المنشود
وهناك عدد من الخصائص تستخدم عند الحكم على جودة المشكلة التي تعرض على المتعلمين منها، أن المشكلة الجيدة هي التي تضع المتعلم في موقف يتحدى مهاراته، ويتطلب تفكيرا لا حلا سريعا، وأن يكون مستوى صعوبتها مناسبا للمتعلم، وذات الفاظ مألوفة بالنسبة له، وأنها تتضمن معلومات أو بيانات زائدة عن الحاجة أو أقل من المطلوب، كما ان العمليات التي تتضمنها يجب أن تناسب المستوى المعرفي للمتعلمين. وأن تثير المشكلة دافعية الطالب، وألا تفقد المتعلم الثقة في نفسه او تحبطه بان تكون لغزا، وأن تكون ذات معنى للمتعلم بحيث تنمي مفاهيمه ومعلوماته ومهاراته، وأن تتضمن أشياء حقيقية يألفها المتعلم
إن تعليم حل المشكلات ليس بالأمر مثل تعليمهم بعض المفاهيم أو المعلومات أو المهارات لأنه ذو طبيعة مركبة من عوامل متشابكة ومتداخلة، منها الدافعية، والاتجاهات، والتدريب، وتكوين الفروض، واللغة، وانتقال أثر التعليم، وعدم وجود محتوى محدد للتدريس في ضوئه، أو طريقة عامة تستند إلى خطوات مبرمجة
أهمية حل المشكلات
يعتبر حل المشكلات إحدى المهارات الرئيسة التي يحتاجها المتعلمون اليوم، وأشارت الدراسات الحديثة في مجال حل المشكلات أن هذه المهارة أصبحت مطلبا هاما من مطلب الحياة، وهذا ما ركزت عليه أيضا نظريات التعليم الحديثة. وكثيرا ما يتعرض النظام التعليمي إلى النقد والمطالبة بعمليات إصلاح لطرق التعليم والتعلم وتطوير المناهج من خلال النظرة إلى أن المتعلمين يحفظون الحقائق المعرفية وتطبيقاتها عن ظهر قلب، والحاجة إلى أهمية تضمين المناهج الدراسة مهارة حل المشكلات وتطبيقاتها باعتبارها إحدى مهارات التفكير العليا. واليوم هنالك اتجاهات قوية في مجال التعليم لدمج مهارة حل المشكلات كعنصر رئيسي في مكونات المناهج الدراسية وهذا ما أشارت إليه الجمعية الأمريكية لتقدم العلم عام 1993 حيث اعتمدت مهارة حل المشكلات كأحد المعايير الهامة لتطوير مناهج الرياضيات
بالرغم من أن المتعلمين من مختلف الأعمار يفتقرون لمهارة حل المشكلات فان متطلبات سوق العمل تتطلب أن يمتلك الفرد مهارات عليا في التفكير لان التغير الاقتصادي والعلمي المتسارع يمثل تحديات كثيرة، لذلك على المتعلمين مواجهة تلك التحديات وإدراك أهميتها من خلال التدريب على حل المشكلات واتخاذ القرار. وبما أن المعرفة العلمية تتزايد باستمرار، فيصبح من الضروري أن يطور المتعلمون مهارات التفكير العليا لديهم، رغم أن المناهج الدراسية تطور لديهم مهارات التفكير الأساسية. فتطوير مهارات التفكير العليا ومن ضمنها مهارة حل المشكلات تُساعد المتعلم على اكتساب المعرفة العلمية المتشعبة.
إقرأ أيضا: