أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

المهارات الحياتية

المهارات الحياتية

المـــهــارة

مفهوم المهارة:

المهارة هي القدرة على أداء مهمة أو نشاط معين بطريقة مناسبة وباستخدام أساليب وإجراءات مناسبة بشكل مقنع

المهارات

القدرة على أداء مهام محددة بطرق محددة بدقة وسرعة كبيرين

الكلمات المتعلقة بمفهوم المهارة

مهارة، إتقان، دقة، رحمة، إبداع، براعة، خبرة، تميز، إتقان

ما هو الفرق بين المهارات والقدرات والمعرفة؟

القدرة :

وهي تدل على المؤهلات والمواهب والقدرات الفطرية التي تولد مع الإنسان وتوجد معه وتتشكل وتتبلور فيه وتنمو وتتطور معه في كل مرحلة من مراحل حياته

الأداء أو الممارسة: وتشمل هذه الكفاءات كفاءات وظيفية خاصة مثل الكفاءات العقلية وتلك التي تندرج تحت الوظائف العقلية مثل التفكير والتعبير والإبداع، والسلوكية. والفردية يمكن تقسيمها إلى تلك التي تحتوي على تلك الكفاءات المتعلقة بخصائص نوع من المهارة الاجتماعية لا تكفي فعالية الكفاءات الفردية لتحقيق نتائج فعالة في الأداء المعقد، لذلك يجب الجمع بين الكفاءات لتحقيق نتائج فعالة ودائمة الميزات الفردية هي:

  • القدرة الأكاديمية
  • وهي المرتبطة بطرق إستيعاب المعرفة واكتساب الخبرات واتقان المهارات

  • القدرات الإبداعية :
  • وهي المرتبطة بإنتاج الجديد والأصيل وغير المألوف

  • القدرات العقلية العامة :
  • وهي القدرات الضرورية لإنجاز عدة أنشطة متجانسة وليس لأداء واحد فحسب.

  • القدرات العقلية الخاصة :
  • وهي القدرات الضرورية لإنجاز أداء واحد فحسب.

  • القدرات التقنية البنائية :
  • وتشمل عدة عناصر لدي الشخص تتمثل في قوة الملاحظة للمفاضلة بين الأجهزة والأدوات التي لديه.

  • القدرات الفنية :
  • وهي جملة من الخصائص كمشاعر المواءمة التي تتجلي في الإدراك التفصيلي

المعرفة :

تعني الحصيلة التراكمية من المعلومات النظرية التي درسها الفرد.

المهارة :

فهي تعني الحصيلة الفنية التي حصل عليها الشخص من التدريب المهارة تشير إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات وتطبيقها في المجال.

مزج تلك المكونات معا (القدرة + المعرفة + المهارة ) يولد الإبتكار والإبداع.

أهمية المهارة

تتجلى أهمية المهارة بالآتي:

أنها ترفع مستوى إتقان الاداء، فالاداء الماهر يمتاز بالكفاية والجودة ويستطيع الطالب من خلال التدريب والممارسة أن يطور أداءه نحو الأفضل.

المهارة تكسب الفرد القدرة على آداء الاعمال بيسر وسهولة إذ يؤدي الطالب العمل الذي يكلف به بيسر وسهولة دون أن يضيع وقت أو يقوم بكثير من الحركات التي لا داعي لها، فتفسير ظاهرة جغرافية على الخريطة يعد أمراً سهلاً بالنسبة الى طالب متمكن من قراءة رموز الخريطة وتفسيرها.

تكسب الطلاب ميلاً إيجابياً نحو الدراسة: فالأداء الماهر يولد ميلاً نحو المادة الدراسية أي أن هناك نوع من التفاعل بين الميل والمهارة، فالميل يؤدي الى المهارة، والمهارة تكسب ميلاً جديداً. فالفرد عندما يتجه نحو عمل او مهنة يرتبط إختياره بها بما إكتسبه من ميول أثناء الدراسة. فضلاً عن انها تتيح له الفرصة لقضاء أوقات فراغه في القراءة والدراسة والبحث لكي ينمي شخصيته ويرفع مستوى آدائه المهني.

المهارة تراعي الفروق الفردية بين الطلبة: فتنوع المهارات الجغرافية تساعد الطالب أن يجد فرصة للتعبير عن إمكاناته في مهارة او أكثر. إذ يشعر الطالب بأنه قادر على مسايرة زملائه الطلبة وخاصة إذا كان أقل قدرة منهم. فإسهامه في رسم الخرائط والرسوم وعمل نماذج تشعره بالرضا عند رؤيته أعماله وجهده وقد يحفزه ذلك الى مزيد من التعلم.

المهارة توسع من دائرة العلاقات الإجتماعية للفرد من خلال قيام الطالب بناء علاقات إيجابية مع زملائه ومدرسيه تكسبه مهارات إجتماعية واسعة فيحظى بحب وإحترام وتقدير كل من يعمل معهم.

المهارة تجعل الطالب قادراً على مسايرة التطورات العلمية والتكنلوجية والتغيرات الواسعة في الهياكل الإقتصادية والإجتماعية مما يتطلب منه أن يكتسب مهارات جديدة تجعله مواكباً لعملية التطور والتغيير.

المهارة احد الأهداف المهمة للتربية .

المهارة تساعد على نجاح العمل الذهني واليدوي على حد سواء. كما تساعد الطالب على مواجهة المشكلات المدرسية والحياتية والتفاعل مع الحياة والتكيف مع المجتمع 0ان إكتساب المهارات الجغرافية سينمي لدى التلاميذ مهارات جمع المعلومات الجغرافية وتفسيرها وحلها…. وعلى فهم الافكار والمفاهيم الجغرافية فهماً واعياً بدلاً من حفظها الياً

مستويات تعلم المهارة:

توجد ثلاثة مستويات لتعلم المهارة ويرتبط كل منها بصنوف دراسية معينة. والمستويات الثلاثة هي:

  1. تقدم المهارة المعينة من خلال خبرات مخططة تنمي الإستعداد لتعلمها.
  2. تنمية المهارة بإنتظام.
  3. إعادة التعليم والصياغة والتوسع فيها حسب الضرورة.
مبادئ في تعلم المهارة
  • أن يكون تدريسها وظيفياً ملتحماً بالمادة الدراسية وليست كتمرين منفصل.
  • أن يفهم المتعلم معنى المهارة والغرض منها ويتوفر له الحافز لتنميتها.
  • أن يخضع المتعلم للإشراف بعناية أثناء محاولاته الأولى لتطبيق المهارة ليكوّن عادات صحية منذ البداية.
  • أن تتوفر فرص متكررة للمران على المهارة مصحوبة بتقويم مباشر يبين مواضع الفشل والنجاح في الأداء.
  • يحتاج الطالب الى توجيه فردي مبني على اساس المقاييس التشخيصية والملاحظة نظراً لإختلاف أفراد المجموعة في إستعداداتهم وقدراتهم على التعلم.

  • أن يتم تقديم المهارة على مستويات متزايدة في التعقيد من سنة دراسية لأخرى وأن يعمل كل مستوى على البقاء فوق المستوى الذي سبقه ويدعمه.

شروط تعلم المهارة:

لا بد من توفر شروط معينة لتعلم المهارة نوجزها كما يأتي:

  1. أن تكون المهارة ذات وظيفة في الحياة بحيث يشعر الفرد بأهميتها فيقبل على تعلمها وإتقانها.
  2. أن تكون المهارة مناسبة لمستوى الفرد العقلي والعضلي والاجتماعي. (166- ص46)
  3. أن يتم تعلم المهارة في المجال الطبيعي لها بحيث لا تعتمد كلياً على التعلم اللفظي.
  4. أن تمارس المهارة بوصفها وحدة كلية وتجنب العناية بجانب منها دون الجوانب الأخر
  5. أن يتم تعلمها واحدة بعد الأخرى، لأن ذلك يساعد على فهمها وإتقانها بشكل أفضل من تعلم عدد من المهارات في وقت واحد.
  6. التدريب على ممارسة المهارة لكي يكون المتعلم قادراً على آداء المهارة بدقة وسرعة فهو يحتاج الى التدريب، لذا يجب أن يمنح فرصة كافية للتدريب عليها.

ولكي يكون التدريب فعالاً يجب توفر الأمور الآتية:

التعزيز
  • إن مكافأة المتعلم على سلوك معين يؤدي الى ظهور ذلك السلوك في ظروف متشابهة وقد حدد علماء النفس الشروط الآتية للتعزيز الفعال:
  • تعزيز جميع الإستجابات الصحيحة في المراحل الأولى للتعلم.
  • أن يأتي التعزيز بعد ظهور السلوك المطلوب مباشرة.
  • أن يقترن التعزيز بالسلوك المرغوب فيه ويرتبط به
التغذية الراجعة:

وهي معرفة المتعلم ما توصل اليه ليتمكن من المقارنة بين آدائه الحقيقي والأداء القياسي للمهارة فضلاً عن تزويده بالمعلومات الصحيحة التي تمكن من تحسين آدائه أو توصله الى الهدف المطلوب.

التدريب المجدول والمتنوع على المهارة.

ويقصد به توزيع التدريب على فترات , وعدم تقديمه دفعه واحدة, لان تقديمه دفعه واحدة يؤدي الى الضجر والملل, فيصعب تحديد نقاط الضعف عند المتعلم, فعلى المدرس ان ينوع بين فترات التدريب لكي لا تكون رتيبة ومملة, فمثل هذا التنوع يثير اهتمام المتعلمين ويشجعهم على التفكير ونقل ما تعلموه الى مواقف أخر.

توجيه المتعلم وارشاده الى طبيعة الأداء

  1. إن التوجيه والإرشاد التعليمي يؤديان دوراً مهماً في عملية إكتساب المهارات بشرط
  2. أن يكون المدرس على معرفة كافية بطبيعة الأداء الجيد.

خصائص المهارة

تتصف المهارة بالخصائص الأتية:

  • تباين مستوى الأداء بحسب عمر الفرد ونضجه العقلي.
  • تتصف المهارة بالثبات وإمكانية ممارستها بصورة مستمرة.
  • التكرار أي إن الشخص قادر على أداء مهارة يستطيع أن يؤديها باستمرار.
  • الجودة والكفاية من الصفات الأساسية لأداء الماهر.
  • إختصار الزمن والجهد فالتلميذ الماهر يؤدي عمله بوقت وجهد أقل من التلميذ غير الماهر.
  • سلاسل الاستجابة وتظهر هذه الصفة في المهارات التي تتطلب نشاطاً عملياً كالرسم والعمل الميداني.
  • التطور: المهارات تتطور وتنمو بشكل متتابع بحيث إن البعض منها يجب أن يكتسب قبل غيرها.
  • التآزر الحسي- الحركي: المهارة عمل معقد يتم من خلاله تآزر لأعضاء الحس والحركة مثل القراءة.

مسوغات تطوير المهاره

هناك مجموعة من المسوغات تدعو لتطوير المهارة نوجزها على النحو الآتي:

  • تهيئة مواطنين قادرين على مهارات التفكير لتحقيق أهداف مستقبلية.
  • تطوير مهارات الأفراد وإنسجامها إنفعالياً وجسدياً.
  • المهارات هدف تربوي كبير يسعى المنهج الى إكسابها للطلبة.
  • تغيير المهارات

    إنّ وصولك الناجح إلى مرحلة تغيير المهارات بعد إحداث تغيير إيجابي في قناعاتك وأهدافك وقدواتك وعلاقاتك يعتبر الخطوة الأخيرة قبل الخوض المباشر في عمليات إنتاج الحضارة وقيادتها،فكيف تُحدِث التغيير في مهاراتك؟

    تغيير أي مهارة يعني أحد أمرين: اكتساب مهارة جديدة، أو تطوير مهارة موجودة

    اعتبارات مهمة

    أهم وسيلة لتغيير المهارات هي الدورات التدريبية التي تحتوي على :(المعرفة + القناعة+الممارسة)، ثم تأتي وسيلة التعلم من الأقران، وهم يحتاجون إلى حضور برنامج تدريبي

    اختيار الدورة الصحيحة من المدرب الصحيح يمثل 50% من النجاح، والنسبة الباقية للتطبيق

    التدريب أنواع
    • تدريب إداري: وفيه دورات إدارية مثل: التخطيط - إدارة المشاريع - التحفيز - الجودة - القيادة
    • تدريب فني: لمهام متخصصة مثل: التسويق - الجرافيكس - إدارة المخازن - العمارة الحديثة
    • تدريب في التنمية الذاتية: دورات مثل: النجاح - القراءة السريعة - إدارة الوقت - الثقة بالنفس
    • تدريب تربوي: دورات تهتم بتربية المجتمع، مثل: بناء العلاقات - الإصلاح الأسري - الأخلاق الاجتماعية

    خطوات تغيير المهارات

    1. تحديد المطلوب تطويره
    2. يفترض أنك قد حددت في خطوة تغيير الأهداف هدفك السامي، الذي تسعى من خلاله إلى تقديم إسهامك الحضاري، ذلك الهدف الذي ينبثق من أحد المجالات في أحد الاتجاهات الحضارية الثمانية، وهي للتذكير(الكفاية العلمية - الهوية الدينية - القيم الحضارية - الأخلاق الإنسانية - القوة الاقتصادية - القيادة الراشدة - الأدب والفن - الآداب الرفيعة)

      ابحث عن المهارات المطلوبة في الاتجاه الحضاري والمجال المحدد الذي اخترته ثم حدد الفجوة: مثلاً: اخترت اتجاه(الأخلاق الإنسانية)، وحددتَ فيه مجالاً محدداً وهو(العلاقات الأسرية)، وعرفت من خلال قدوتك أن الخوض في هذا المجال يحتاج إلى مهارات التواصل، ثم قيّمت نفسك، وعرفت أنك تمتلك منها 40%، فهناك فجوة في التواصل بنسبة 60% تحتاج إلى سَدّها

    3. حدد الدورة التدريبية
    4. تستطيع تحديد الدورات التدريبية من خلال المراكز المتخصصة بذلك، تواصل مع أشهر 3-5 مراكز تدريبية في بلدك أو محيطه لإمدادك بخططهم التدريبية السنوية، واترك عنوان بريدك الإلكتروني عندهم لإعلامك بدورات قريبة

      معظم المراكز الشهيرة في أي بلد هي غالباً المراكز الأفضل، ولكن الأفضل من هذا هو أن تبحث عن المراكز المتخصصة: (مراكز لدورات إدارية متخصصة - دورات اجتماعية - دورات نفسية..). وحتى تصل إلى تحديد الخيط الأسود من الأبيض - أي إلى الدقة، استشر خبيرك وقدوتك

    5. ابحث عن المدرب الأفضل
    6. هناك ثلاثة شروط لاختيار المدرّب

    7. التمكُّن:لا تأخذ دورة تدريبية إلا عند مدرِّب متمكن، وهذا يمكن التأكد منه من خلال
        • امتلاكه لشهادات عالية في التخصص الذي يقدم فيه الدورة، وانتبه من الشهادات المزيفة
        • ممارسته للتخصص نفسه: لا تأخذ دورة إدارة مشاريع عندَ من لا يدير أية مشاريع
    8. القدرة:امتلاكه القدرة على توصيل المعلومات وتوصيل المهارة، واعلم أنك قد أضعت أموالك إذا:
        • حضرت عند مدرِّب لم يدربك على أي مهارة بل تحدث عنها فقط
        • خرجت من دورة )حل المشكلات( مثلاً ولم تقدر على حل مشكلة
    9. الأمانة مع الأسف أضفنا هذا الشرط لكثرة ما نشاهد ما فضائح المدرِّبين وسوء أخلاق بعضهم. وشخصياً، إذا لم أجد المدرب يمارس الأخلاق الصحيحة أُلغيه من برنامجي وأضع عليه إشارة مرفوض عندي، وعلامة ذلك
        • المصداقية: الصدق على لسانه، ومن علامات ذلك أن يقول مثلاً: )آسف، لا أعرف الإجابة(.
        • أفعاله تصدّق أقواله، فمثلاً: عندما يتحدث عن احترام الوقت لا يأتي متأخراً

    مهارات مقترحة

    مهارات الدورات الإدارية والتربوية والتنمية الذاتية محدودة ومعروفة تقريباً، وهي مطلوبة عند أغلب الناس، بينما الدورات الفنية كثيرة ومتنوعة بحسب كل مجال وكل اتجاه حضاري، وسوف نذكر الدورات المفيدة لها عند حديثنا عن الاتجاهات الحضارية الثمانية ابتداءً من الحلقات القادمة

    المهارات الحياتية

    يطلقُ لفظُ المهارة في اللغةِ العربيةِ ويرادُ به الماهِر،وهو الحاذِق، كما ورد في الحديث الشَّريف قولُ الرَّسول - عليه الصلاة والسلام -: ((مَثَلُ الماهِر بِالْقُرْآنِ مَثَل السَّفَرَة))؛ اللفظ للترمذي، وليس معناها في العصر الحاضر ببعيدٍ عن ذلك، وقبل أنْ نذكرَ مفهومَ المهاراتِ الحياتية مركبًا من اللَّفظ مهارة وحياة، نذكرُ أنَّه يعتبر مصطلحًا من المصطلحات الحديثةِ نسبيًّا في التُّراث العربي، رغمَ كثرةِ الحديثِ عنه في الدِّراسات والمؤسَّسات التربوية الأجنبية، مع العِلم أنَّ هذا المصطلحَ مرَّ بعددٍ من المراحل التَّاريخية المختلفة، فاستُخدِم في مرحلة السبعينيات دليلاً على (التثقيف الوطني)، ويعني: أنَّ الشَّخص الذي يتقن الكتابةَ والقراءة قد امتلك قدرًا كبيرًا من المهارات الحياتية، وفي الثَّمانينيَّات تطوَّر ذلك المفهوم؛ لُيشيرَ إلى القدرةِ على الاستجابة للآخرين في المجتمعِ، وتوثيقِ وتسجيلِ الأحداث، وفي بداية عام (1975م) أسَّس مكتبُ الولايات المتحدة(usoe)معيارًا قوميًّا لقياس التثقيف، اشتمل على متطلَّبات القدرةِ على الأداء بنجاحٍ خلال ممارسةِ مواقفِ الحياةِ اليومية المختلفة، بعد ذلك استُخدِم مصطلحُ "المهارات الحياتية على من يَمْتلك القُدرةَ على الأداء المستقلِّ الناجح

    ولذلك فقد عُرِّفت "المهاراتُ الحياتية" في القاموس التربوي بأنَّها: "القدرة على أداءِ وظيفةٍ معينة، أو تحقيق هدفٍ معين، وعرفت بأنَّها أداءٌ يكون على أشكالٍ(لفظية، عقلية، حسية، اجتماعية)، وهذه المهارةُ تحتاجُ إلى وقتٍ وجَهدٍ وتدريب مقصود، وقَبْلَ أنْ نخوضَ في مفهوم المهارات الحياتية كمصطلحٍ تربوي، يمكن استنتاجُ أنَّ المهارة سلوكٌ يُشترطُ له شرطان جوهريان،أولهماأنْ يكون موجَّهًا نحو إحرازِ هدفٍ أو غرضٍ معين،وثانيهماأنْ يكون منظمًا بحيث يؤدِّي إلى إحرازِ الهدف في أقصر وقت ممكن، وقد اشتملتْ تعريفاتُ المهارة بشكلٍ عام على ثلاثةِ عناصر أساسية لأيِّ مهارةٍ، هي: الجهد، والوقت، والإتقان، كما يسبق القيام بأيِّ مهارةٍ من المهارات قوة الاتِّجاه وضعفه نحو المهارة المقصودة، فالمتتبعُ للحرفيِّين على سبيلِ المثال يجدُ أنَّهم ينقسِمُون إلى قسمين الأول الحرفي الذي يميلُ إلى حرفةٍ معينة من الحِرَف؛ نجدُه مبدعًا فيها، حتى لو لم يخضعْ لأيِّ دراسةٍ، أو تدريبٍ نظري أكاديمي،والثاني ذلك الحرفي الذي يتعلَّم الحرفةَ عن طريق الدِّراسةِ، والدوراتِ الأكاديمية النظرية، والتدريبِ المستمر، فهذا يكونُ أقلَّ كفاءةٍ من الأول وأقلَّ إتقانًا، وأكثر استهلاكًا للوقت، مع أنَّه أكثرُ مثاليةً في ما يلزم لتلك الحرفةِ التي يؤدِّيها من وسائلَ وتجهيزات، والتزامٍ بوسائل السَّلامة، مما ينعكسُ على الإنتاج، وما ذلك إلا لأنَّ تنفيذَ هذه المهارة نابعٌ من اتجاه إيجابي نحو المهارةِ المقصودة، ومع ذلك لا يُمكنُ أنْ ننفي كَوْنَ المهارةِ تتَّصِفُ بأنها تُكتَسَبُ من خلال التدريب والتَّكْرار، حتى مع ضعف الاتجاه والميول

    ومن جهةٍ أخرى،فإنَّ المهارةَ ليست مقتصرةً على العمل المؤدَّى بشكلٍ مهني فقط، بل إنَّها تشمل أيضًا الكفاءةَ التي يمتلكها أيُّ شخصٍ في أيِّ مجال، سواء كانت كفاءةً عقلية، أو بدنية، أو اجتماعية، فعلى سبيل المثال نجدُ أنَّ بعضَ الأشخاص يتميَّزُ عن غيرِه بمهاراتِ القيادة، والآخر بمهاراتِ التفكير، وثالثٌ بمهاراتِ العلاقات الحسنة مع الآخرين، بينما تقل فيمَن عداهم نسبة التقدير

    والمقصودُ من ذلك:الوصولُ إلى أنَّ "المهارات الحياتية" كمفهومٍ واحدٍ، له عددٌ من الخصائص نذكرُ منها باختصار:

    1. أنَّها متنوِّعة، وتشملُ جميعَ الجوانب المادية كالمهاراتِ الأدائية، وغير المادية كمهاراتِ التفاعل في مواقفِ الحياة
    2. اختلافها من مجتمعٍ لآخر، تبعًا لاختلافِ المجتمعاتِ والاحتياجات
    3. تعتمدُ على طبيعةِ العلاقة التبادُلية بين الفردِ والمجتمع، والفردِ ودرجةِ تأثيرِ كلٍّ منهما على الآخر
    4. أنها تستهدف تفاعلَ الفردِ التفاعلَ النَّاضج مع الحياةِ، وتطوير أساليبِ معايشة الحياة
    5. أنها إنمائية تجمعُ بين المعرفةِ والفعلِ بقدرِ الكفاءة
    6. تحتاج إلى التَّدريب والمِران المتكرِّر، حتى تكونَ أقرب إلى العادة
    7. أنَّ اكتسابَها في سنٍّ مبكرة أفضلُ؛ لأنَّ ذلك يساعِدُ على تمكُّن المتعلمِ من المهارة
    8. تختلفُ باختلافِ سنِّ المتعلِّم، فمهارات الصَّغير تختلفُ عن الكبير، وتعليمُ المهارة لسنِّ الابتدائية ليستْ نفسَ الأساليبِ التي يُدَرَّبُ عليها طالبُ الجامعة
    9. لا يرتبط اكتسابُها بشهادةٍ معينة، أو مستوًى تعليميٍّ محدد

    ومن تلك الخصائص يُلحظ أنَّالمهارات الحياتيةمجالٌ واسع وشامل، يمكنُ أنْ يستهدفَ كافَّةَ الفئاتِ العمرية والمراحل التعليمية، كما أنَّها مطلقةُ المجال والمستوى، فليستْ خاصةً بمستوى تعليمي محدَّد، أو بمجال معينٍ من المهارات، وكذلك نراها متحرِّكةً تخضعُ لحاجياتِ ومتطلباتِ الفئة المستَهْدَفة، والكفاءةِ المطلوبة، فكان من الواجبِ على المؤسَّسات التعليمية في عالمنا العربي اليومَ أنْ تسعى بكلِّ قوة إلى تبنِّي مفهوم المهارات الحياتية كمجالٍ تربويٍّ حديثٍ، وتكوِّن له المشاريعَ التنموية، التي تناسبُ كافةَ المراحلِ التعليميَّة، وأن تكوِّن برامجَ نوعيةً تستهدف جميعَ وسائلِ التربية، بما يضمَنُ إعادةَ هيكلتِها؛ لتناسبَ تنميةَ المهاراتِ الحياتية، حتَّى تجمعَ كافةَ أهدافِ التربية المنشودة

    بل أنْ نتحدَّثَ عن تعليمِ المهارات الحياتيةِ، لا بد أنْ نعرفَ أنَّ تعليمَها يعتمدُ على العديدِ من المبادئ، يمكن أنْ تتلخَّصَ في الآتي:

    1. الأساس النَّظري في المهارةِ: فكلُّ مهارةٍ لها أساسُها النَّظري الذي يرتبطُ بجانبٍ وجداني وآخر أدائي، فالمتعلِّمُ إذا أُتيحت له فرصةُ تعلُّمِ المهارة والتدرُّبِ عليها، لا بد له من دراستِها نظريًّا؛ لتتعمَّق في عقلِه ووجدانه؛ لأنَّه يمارسُ المهارةَ بناءً على معرفةٍ وتركيبةٍ وجدانيةٍ، تجعلُه مُقْبلاً ومهتمًّا بها وحريصًا على تعلُّمِها، والعكس حينما يمارسُ المهارةَ دونَ أنْ يكونَ لها خلفيةٌ نظرية لديه، فسوف يمارسُها دونَ قناعةٍ وفَهْمٍ
    2. يعتمد تعلُّمُ المهارات على كلٍّ من المنطلقِ العلمي الصَّحيح، والتدريب الفني الجاد، وهو ما يقودُ إلى سُرعة تعلُّم المهارات، مع الاقتصادِ في المجهود العقلي والبدني
    3. الممارسة: لأنَّها ركنٌ من أركان اكتساب المهارةِ، كما أنَّها تتكوَّنُ من مجموعة من الأنشطة المرتبطةِ بموقفٍ معين، وعلى ذلك فهي تستخدمُ الحواسَّ المركزية، والحركةَ اللازمة للأداء السُّلوكي
    4. أنْ تكونَ الممارسةُ متوفِّرةً بما يتلاءم مع نوعيةِ ومُتطلبات المهارة المقصودة
    5. التَّكرار: فبتكرارِ المهارة المرْغوبةِ تصبح عادةً، يقول "آمرسونر": "العادةُ هي الممارسة على فتراتٍ زمنية طويلة، وتصبح هذه العادةُ بعد ذلك جزءًا من أجزاء الشَّخص"

    إذا تقرر هذا، فإنَّ لتعريفِ مصطلحِ المهارات الحياتية كمجالٍ تربويٍّ حديثٍ نسبيًّا - عددًا من المداخل، وهذا التَّعددُ راجعٌ إلى أنه لا تتوفَّرُ قائمةٌ محددة لهذه المهاراتِ؛ نظرًا لاختلافِها واتساع مجالاتها، ومن هذه المداخل ما يلي

    المدخل الأول

    يعرِّف المهاراتِ الحياتيةَ بأنَّها: "مجموعة الأداءات، والاختيارات الشَّخصية التي تسبِّبُ أو تزيد من سعادةِ وفائدةِ وراحة الفرد".

    المدخل الثاني

    يعرِّف المهاراتِ الحياتية بأنَّها: "القدرات العقلية والحسية المستخدمة في تحقيقِ أهدافٍ مرغوبةٍ لدى الفرد

    المدخل الثالث

    يعرِّف المهاراتِ الحياتية بأنَّها: "مجموعةُ العمليات والإجراءاتِ التي من خلالها يستطيعُ الفردُ حلَّ مشكلةٍ، أو مواجهة تحدٍّ، أو إدخال تعديلاتٍ في مجالات حياته".

    كما عرفت المهارات الحياتية بأنَّها: "أيُّ عملٍ يقوم به الإنسان في الحياة اليومية التي يتفاعل فيها مع أشياءَ ومعداتٍ وأشخاص ومؤسسات، ومن ثَمَّ فإنَّ هذه التفاعلات تحتاجُ من الفرد أنْ يكونَ متمكِّنًا من مهاراتٍ أساسية

    وقيل في تعريف المهارات الحياتية للتلاميذ: "إنَّها مجموعةٌ من المهارات التي يحتاجُها التلميذ لإدارة حياتِه، وتكسبُه الاعتمادَ على النَّفس، وقَبول الآراء الأخرى، وتحقِّقُ الرِّضا النفسي له، وتساعدُه في التكيف مع متغيراتِ العصر الذي يعيشُ فيه، مثل مهاراتِ التَّواصل، والقيادة، والعملِ الجماعي، وحلِّ المشكلات، واتخاذ القرار

    وتعرِّف المؤسسة العالمية المهارات الحياتية بأنَّها: "أنماطُ سلوكٍ تمكن الشَّبابَ من تحمُّلِ المسؤولية بشكلٍ أكبرَ بما يتَّصلُ بحياتهم؛ من خلال القيام باختياراتٍ حياتية صحيَّة، أو اكتسابِ قدرةٍ أكبر على مقاومة الضُّغوط السَّلبية

    ويُعرِّف مكتبُ التربية العربي لدول الخليج المهاراتِ الحياتية بأنها: "المهارات التي تعنى ببناءِ شخصيةِ الفردِ القادر على تحمُّل المسؤولية، والتعاملِ مع مُقتضيات الحياةِ اليوميَّة على مختلفِ الأصعدةِ الشَّخصية والاجتماعية والوظيفية، على قدرٍ ممكنٍ من التفاعل الخلاَّق مع مجتمعِه ومشكلاتِه بروحٍ مخلصة

    كما تعرف منظمة اليونسكو" (2000 م) على موقعِها الإلكتروني المهاراتِ الحياتية بالنسبة لمرحلةِ المراهقة بأنها: "وسيلةٌ لتمكينِ الشَّباب من مواجهةِ ما يتعرَّضون له من مواقف، ويشير هذا التَّعليم إلى عمليةٍ تفاعلية من التعليم والتعلُّم تمكِّن المتعلِّمين من اكتسابِ المعارف، وتطوير التوجُّهات التي تدعمُ تبنِّي الأنماطِ السُّلوكية الصَّحيحة والسَّليمة".

    ومن خلال التعريفات السابقة، يمكنُ أن نستنتجَ عدمَ اتفاقها على تعريفٍ محدَّدٍ للمهارات الحياتية، إلا أنَّ غالبيتَها تركِّز على المتعلِّم والسَّعيِ لإعدادِه الإعدادَ الشَّامل الذي يهدِفُ إلى نجاحِه في التَّعامل، والتكيُّف مع مواقفِ الحياة المختلفة، فقد تناولتْ هذه التعريفاتُ ما ينبغي أنْ يتقنَه الفردُ، حتى يتمكَّن من العيش بفعاليةٍ، سواء أكان ذلك على مستوى المهارات الاجتماعية من تعاملٍ مع الآخرين، أو التواصل معهم، أو كان ذلك على مستوى المهاراتِ العَقْلية من تفكيرٍ، وقدرةٍ على حلِّ المشكلات، واتخاذِ القرار، أو كانتْ مهاراتٍ تتعلَّقُ بربطِ المتعلِّم بالبيئة المحيطةِ به، وحفاظه على حياتِه، وذلك يبرْهِنُ على السَّبب الذي يجعل العديدَ من الباحثين التربويين مقتنعًا تمامَ الاقتناع بوجوبِ الاهتمام بالمهارات الحياتية، من خلالِ المؤسَّساتِ التَّربوية والتدريبية في المجتمع، مسايرةً للدول والمؤسَّساتِ العالمية المتقدِّمة.

    وتظهر أهميةُ المهارات الحياتية من خلال طبيعةِ حياةِ الإنسان ذاتِ المواقفِ المتغيرة، التي تجعلُ الفردَ بحاجةٍ إلى التعاملِ مع تلك التغيرات بالأسلوبِ الصَّحيح، ولأجلِ التعامُلِ والتَّصرُّفِ السَّليم، كان لا بدَّ على الإنسان أنْ يتعلَّمَ الأُسُسَ السَّليمة التي تجنِّبُه الفشلَ في التَّعامل مع هذه المواقف، ويتمُّ ذلك من خلالِ اكتسابِ المهارات الحياتية المختلفة، لقد تناولَ الكثيرُ من الباحثين أهميةَ اكتسابِ المهارات الحياتية بشكلٍ مطوَّلٍ، ممَّا يزيدُ من أهميتِها، فذكروا أنَّها تحقِّقُ التكامل بين المدرسةِ والحياة، وتجسِّدُ وظيفةَ التعلُّم؛ حيث تربطُه بحاجاتِ المتعلمين ومواقفِهم اليومية، واحتياجات المجتمع، وإعطاء الفردِ الفرصةَ لأنْ يعيشَ حياتَه بشكلٍ أفضل، خاصَّةً في هذا العصر الذي يتسِمُ بانفجارٍ معرفي وتكنولوجي متلاحق، الأمرُ الذي يتطلبُ إعدادَ أفرادٍ قادرين على التكيُّف والتفاعُلِ مع هذه المتغيرات، واكتسابِ الخبرةِ المباشرة عن طريقِ التَّفاعُلِ المباشر بالأشخاص والظُّواهر، وتجعلُ للتعلِّم معنى، وتوفِّرُ فيه الإثارةَ والتشويق، وتولِّد لدى الفرد الإحساسَ بمشكلات مجتمعه، وتولِّد له الإحساسَ بحلها، وأنَّها تساعد الفرد على تعزيز الثِّقة بالنفس، والتغلبِ على المشكلات الحياتية، والتعامل معها بحكمة، كما أنها سبيلٌ لسعادةِ الفرد، وتقبله للآخرين، والعيشِ معهم وحبهم، وتعد سببًا من أسبابِ النَّجاح، وتساعدُ على تفعيلِ المهاراتِ التي يمتلكُها الفردُ، كما تنمِّي شخصيتَه، وتساعدُه على اكتسابِ الخبرات، وتهيِّئه للإبداع، والتفكيرِ النَّاقد، وتتيحُ له الاستفادةَ من كلِّ الإمكاناتِ المتاحة التي تسهِمُ في تنمية شاملةٍ على جميعِ المستويات

    ولأهمية اكتساب المهارات الحياتية لجميعِ مراحل التعليم العام؛ لزم المربين القيامُ بتثقيف الطُّلاب بها، والاجتهاد في التغيير الجذري لأساليبِ وأنشطةِ التعلُّمِ المستخدمة في مدارسِنا اليوم، والتي يغلبُ عليها مع الأسفِ الطَّابعُ التقليدي المملُّ، الذي جعل الطَّالب ذلك الجسدَ الكسولَ المستمع لما يُلقى عليه من المعلومات والمعارف، دون ربطِها بجوانبِ حياتِه المختلِفة، السَّبب الذي جعل هذه المعارف تنتهي بانتهاءِ الحصَّة الدِّراسية، ولعلَّ في تفعيلِ مجال المهارات الحياتية لديهم، والتحول من الاهتمامِ بالكمِّ إلى الكيف، ومن الجمودِ في العمليةِ التعليمية إلى المشاركةِ والفَاعليةِ - خروجًا من هذه التقليدية، وتحقيقًا للأهدافِ بجميعِ أنواعِها.

    أهداف تعليم المهارات الحياتية

    يعتبر تعليمُ المهاراتِ الحياتية وسيلةً لتحقيق الغايات الأبعد للمتعلمين، والقصدُ من ذلك أنَّ تعليمَ المهارة ليس هو الهدف في حدِّ ذاته، وإنَّما الهدفُ هو كيف يستفيد المتعلِّمُ من خلال اكتسابِ المهارة في حياتِه العامة والخاصة؛ ولأنَّ إعداد الطالبِ للحياة يعتمد في الغالبِ على مراحلِ التعليم العامِّ التي يمرُّ بها؛ لما لها من الخصائص المختلفة التي تجعله قابلاً ومستعدًّا للتعلُّم عن بقية المراحل العمريَّة المتقدِّمة؛ لذلك كان للتعليمِ المبنيِّ على المهاراتِ الحياتية خصوصًا في هذه المراحل - أهدافٌ تناولها العديدُ من التربويِّين والباحثين، منها: تحسينُ الحياة النفسيَّة والاجتماعيَّة بالنسبة لطُلاب المرحلتَيْن المتوسطة والثانوية، وتنميةُ الخصائص الشَّخصيةِ للمتعلِّم، مثل الاتصال والتعاون مع الآخرين، وممارسةُ العمل ضمن الفريق الواحد، وتزويدُه بالمعلومات والخبرات المتعلِّقة بإدارة المواقفِ الحياتية اليومية، وإطلاعُه على التقنيات الحديثة، وتوجيهُه للاستخدامِ الأمْثلِ لها، والقدرة على استخدامِ المراجع العلمية في البحثِ عن المعلومات، ومِن ثَمَّ الاستفادة منها وتفعيلها، والتجريبُ المستمر لتنمية مهاراتِ التعليم الذاتي، وإكسابُ اتجاهاتٍ ومهاراتٍ عملية إيجابية عن طريق إقامةِ علاقاتٍ أُسريَّة واجتماعيَّة طيِّبة، تنعكسُ إيجابًا على التلاحم بين فئاتِ المجتمع المختلفة، وتنميةُ الملاحظةِ الواعية وتوجيهُها كمنطلقٍ لتكوينِ التفكير العلمي بأنواعِه المختلفة حسبَ الحاجة التي يحدِّدها الموقفُ، من مهاراتٍ للتفكير الإبداعي، إلى مهاراتِ النَّقدِ، والوقوفُ على مهاراتِ وطرقِ حلِّ المشكلات، وتحديد أفضل الحلول الممكنة؛ ليتمَّ الاختيارُ الأمثل بينها، وكذلك تنميةُ مهاراتِ اتخاذ القرارِ وضوابطه السَّليمة، وتنميةُ الاتجاهات الإيجابية نحو الاهتمام بالمشتركات العامَّة للنَّاس، كترشيدِ الاستهلاك في مجالاتِ الحياة المختلفة، والاهتمامِ بمنابع الطَّاقة والحفاظ عليها، كما تهدف المهارات الحياتية إلى تشجيعِ المتعلِّمين على ممارسةِ بعضِ المناشط الضرورية لتوفيرِ الأمن والسَّلامة في بيئتِه

    ويمكن تلخيصُ محاور أهدافِ تعليم المهارات الحياتية في أربعة محاور رئيسيَّة:

    • تنمية ثقافةِ المتعلِّم بقدرتِه على التعاملِ بنجاحٍ مع متغيراتِ الحياة المختلفة
    • تنمية قدرةِ المتعلِّم على حلِّ المشْكلات الحياتية، من مهاراتٍ بيئيَّة - محليَّة وعالميَّة
    • تنمية قدرة المتعلم على التفاعُل الاجتماعي، والتواصُل مع الآخَر
    • تنمية قدرةِ المتعلِّم على الاستدلال المنْطقي، والتَّفكير العلمي

    تصنيف المهارات الحياتية

    ليس هناك تصنيفٌ موحَّدٌ للمهاراتِ الحياتية، وإنَّما يتمُّ تحديد هذه المهارات من خلالِ معرفةِ حاجات الطُّلاب وتطلعاتِهم، وكذلك بحسب المشكلاتِ التي تنجمُ عندما لا يحقِّقُ الطُّلاب السُّلوكياتِ المتوقَّعة منهم، وكذلك من خلال الرجوعِ إلى القوائم والنَّماذج التي افترضَها المتخصِّصون كمهاراتٍ للحياة

    كما أنَّ تصنيفَ المهارات الحياتية لمجتمعٍ ما يتمُّ في ضوء طبيعة العلاقة التبادُلية بين أفرادِه، ممَّا يؤدِّي إلى التشابه في نوعيةِ بعض المهارات الحياتية اللازمة للإنسانِ في العديدِ من المجتمعاتِ، كَمَا تختلفُ عن بعضِها تبعًا لاختلافِ طَبِيعة وخصائصِ المجتمع، ومن ذلك

    تصنيفُ المنظمات العالمية كمنظمة "اليونسيف"(2005م)

    فقد صنَّفت المهاراتِ الحياتية إلى:

  • مهارات التواصُل والعلاقات بين الأشخاص وتضمُّ: التواصلَ اللفظي وغير اللفظي، والإصغاءَ الجيِّد، والتعبيرَ عن المشاعرِ، وإبداء الملاحظات
  • مهارات التَّفاوض والرَّفض وتضمُّ: مهاراتِ التفاوض وإدارة النِّزاع، ومهاراتِ توكيد الذَّات، ومهاراتِ الرَّفض
  • مهارات التقمُّصِ العاطفي تفهُّم الغير والتعاطف معه -وتضمُّ: القدرةَ على الاستماع لاحتياجاتِ الآخر وظروفِه، وتفهمها والتعبير عن هذا التفهُّم
  • مهاراتِ التعاون وعمل الفريقِ وتضمُّ: مهاراتِ التعبير عن الاحترام، ومهارات تقييمِ الشَّخص لقدراتِه، وإسهامه في المجموعة
  • مهارات الدَّعوة لكسبِ التأييد وتضمُّ: مهارات الإقناع، ومهارات الحفزِ، ومهاراتِ صُنع القرار، والتفكير النَّاقِدِ
  • مهارات جمع المعلومات وتضمُّ: مهاراتِ تقْييمِ النَّتائجِ المستقبلية، وتحديد الحلول البديلةِ للمُشْكلات، ومهارات التَّحليل المتعلِّقة بتأثيرِ القيم والتوجُّهات الذَّاتية، وتوجهات الآخرين عند وجود الحافز المؤثِّر
  • مهارات التَّفكير النَّاقد وتضمُّ: مهاراتِ تحليلِ تأْثير الأقران ووسائلِ الإعلام، ومهاراتِ تحليلِ التوجُّهات والقِيم والأعراف والمعتقدات الاجتماعيَّة، ومهاراتِ تحديدِ المعلومات ومصادرِ المعلومات، ومهارات التَّعامُلِ وإدارة الذَّات
  • مهارات لزيادة تركيزِ العقل الباطني للسَّيْطرةِ وتضمُّ: مهاراتِ تقدير الذَّات، ومهاراتِ الوعي الذَّاتي، ومهارات تحديد الأهداف، ومهارات تقييم الذَّات
  • مهارات إدارة المشَاعرِ وتضمُّ: مهاراتِ إدارةِ امتصاص الغَضَب، ومهاراتِ التَّعامل مع الْحُزنِ والقَلق، ومهاراتِ التعامل مع الخسارةِ والصَّدمةِ والإساءة
  • مهارات إدارةِ التَّعامل مع الضُّغوط وتضمُّ: مهاراتِ إدارة الوقت، ومهاراتِ التَّفكير الإيجابي، ومهاراتِ تقنيات الاسترخاء
  • تصنيف منظمة الصحة العالمية (1993م) على موقعها الإلكتروني

    ويشتمل على عشر مهاراتٍ أساسية، تعدُّ من أهمِّ مهاراتِ الحياة بالنسبةِ للفردِ، وهي: مهارة اتخاذِ القرار، ومهارة حلِّ المشكلات، ومهارة التَّفكيرِ الإبداعي، ومهارة التَّفكيرِ النَّاقِدِ، ومهارة الاتِّصالِ الفعَّال، ومهارة العَلاقاتِ الشَّخْصية، ومهارة الوَعْي بالذَّات، ومهارة التَّعاطُف، ومهارة التَّعايُش مع الانفعالات، ومهارة التَّعايش مع الضُّغوط

    ومن خلال اقتناعِ الكثيرِ من الدُّول بتبني التعليم المبني على المهارات الحياتية، سعتِ العديدُ من المؤسَّسات التعليمية المختلفة في تلك الدول إلى تصنيفِ المهارات الحياتية تصنيفاتٍ متعدِّدة، ومنها:

    "تصنيف مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية التَّابع لوزارةِ التربية والتعليم في مصر

    فقد صنَّفت المهارات :

    1. مهارات انفعالية وتشملُ: ضبطَ المشاعر، والمرونة، والقدرة على التكيُّف، ومراعاة مشاعرِ الآخرين ومواكبةِ التَّطور، وسعة الصَّدرِ، والتَّسامح، وتحمُّل الضُّغوط.
    2. ومهاراتٍ اجتماعية وتشملُ: تحمُّل المسؤولية، والمشاركة في الأعمالِ الاجتماعية، واتخاذ القراراتِ السَّليمة، والقُدرة على تكوينِ العَلاقَات، واحترام الذَّات، والقدرة على التَّفاوض؛ ومهارات عقلية وتشمل: القُدرةَ على التَّفكير النَّاقد، والقدرةَ على التَّخطيط السَّليم، والقدرةَ على الابتكار، والقدرةَ على التَّجديد، والقدرةَ على البحث، والقدرةَ على التَّجريب، وإدراك العلاقات.
    تصنيف وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية

    صنَّفت المهارات الحياتية إلى مهاراتٍ متعدِّدة، منها:

    مهاراتٌ مرتبطةٌ بالخصائص الشَّخصية مثل الاتصال، والتعاون مع الآخرين، وتوجيه المتعلِّمين إلى ترشيدِ الاستهلاك، واكتساب المتعلِّمين مجموعةً من المهاراتِ العِلْمية؛ كإدارةِ الوقت، وإكسابِ المتعلِّمين القدرةَ على التَّواصل، ومتطلبات الأمن والسَّلامة

    ويلاحظ على هذه التصنيفات اتفاقُها في كثيرٍ من المهارات، سواء المهارات الأساسية أو الفرعية، بينما تباينتْ وجهاتُ النَّظرِ في الأهمِّ منها، فنجد منظمةَ الصِّحة العالمية على سبيل المثال تحدِّدُ أهمَّ المهاراتِ الحياتية في عشرِ مهارات، كما تباينَ التَّصنيفُ تبعًا للحواس، فنجدُ في تصنيف عمران أنَّ المهاراتِ الحياتية، إمَّا مهاراتٌ ذهنية، وإمَّا مهاراتٌ عملية، بينما نجد اللقاني يضيفُ قسمًا ثالثًا، وهو المهارات اليدوية، وفي المقابل نرى أنَّ حجازيًّا صنَّفَ المهاراتِ الحياتية تبعًا للوظيفةِ المرْجُوَّةِ منها، فيرى أنَّ المهاراتِ الحياتية إمَّا مهاراتُ إبقاء، أو مهاراتُ إنماء

    مدخل عن تنمية المهارات الحياتية من خلال التربية الإسلامية

    حظي القرنُ الحادي والعشرون بتطوراتٍ وتحولاتٍ متسارعة في جميع المجالات، ممَّا جعل العالَمَ أمام تحدِّياتٍ كبيرة تحتِّمُ الاهتمام ببناء الإنسان وإعدادِه لمسايرة التغيرات التي تشهدها الحياة المعاصرة؛ ولذلك فإنَّ التربية تقعُ في قلب المواجهة؛ حيث تهدِفُ لإعداد أفرادٍ يقع على عاتقِهم النهوضُ بأمتِهم ومجتمعاتِهم لمواكبة العالم المتقدِّم في شتَّى مجالات الحياة، ومن المعلوم أنَّ أهدافَ التربية والتعليم تتحقَّقُ من خلال المناهج الدراسية، التي تُعَدُّ الأداةَ الرئيسة الفعَّالة للقائمين على العملية التعليمية في تحقيقِ الأهداف التعليمية والتربوية، شريطةَ أنْ تكونَ قابلةً للتعديل والتطوير بما يتلاءمُ مع طبيعة العصر واحتياجات المتعلمين، وبعيدةً عن الجمود والتقليدية، والتي تعتمدُ على إلقاء المعرفةِ وجمعِ المعلومات دون توظيفِها في تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلِّم الدينية والنفسية والاجتماعية والمهارية

    إنَّ المنهج المدرسي يساعدُ المتعلمين على التعلم لبلوغ الأهداف التربوية المراد تحقيقُها، فهناك حاجةٌ ماسَّة إلى أنْ يستهدف تكوين المواقف والمعلومات، والمهاراتِ الأساسية التي تمكِّن المتعلم من الحصول على مزيد من المعرفة والخبرة؛ لتساعدَه في مواجهة مشكلات عصره، ومتطلبات حياتِه على المدى القريب والبعيد

    فلم تَعُدِ المناهج بمفهومِها الحديث مقتصرة على تنمية المعلومات والمعارف للطلاب فحسب، بل أشمل من ذلك بكثير، فقد أصبحتْ تنظر لمتطلَّباتِ العصر، وتهتمُّ بالمهارات المرتبطة بحاجات المتعلِّمين، وتوسيعِ دائرة نشاطهم، وتنمية إبداعهم، كما أصبح التركيزُ في المنهج على الأهداف والمحتوى، وطرائقِ التدريس وأساليبِ التعلم، كما تزايد الاهتمامُ بشكلٍ واضح بطُرُق التدريس وأساليبها؛ باعتبارها أداةَ تحقيق الأهداف وترسيخ المحتوى في نفوس المتعلمين، ولكنَّ السؤالَ الآن هل تجاوَزَ هذا المفهومُ الحديث للمنهج الإطارَ النَّظري وصولاً إلى التطبيق الفعلي؟ أم أنَّ مدارسَنا ما زالت تغرِّد خارج سِرْب هذا المفهوم، مستمرةً على التقليدية القديمة في تنفيذ المنهج؟

    وانطلاقًا من دين الإسلام الشَّامل لجميع مجالات الحياة، فإنَّ التربية الإسلامية صالحةٌ لكلِّ زمان ومكان باعتباره منهجًا متكاملاً، لا كما يحصرُه البعضُ في جانب التدين المؤقَّت بوقتٍ محدد أو مكان محدد.

    وكذلك للتربية الإسلامية وسائلُها المختلفة التي تعتمد عليها في غَرْس قِيَمِها ومبادئها في نفوس الأجيال؛ بهدف بنائهم بناءً متكاملاً يستطيعون من خلاله التعاملَ مع مواقف الحياة المختلفة تحت مظلَّةِ الشَّريعة الإسلامية ومصادرِها، ومن أهم هذه الوسائل المناهجُ الدينية التي تُدرَّس في مدارس التعليم العام والخاص بمختلف المراحل، ومما يميز مناهجَ التربية الإسلامية عن غيرِها من المناهج أنَّها تعنى عنايةً فائقة بتربية النشء في مختلف الجوانب: الروحية والعقلية، والنفسية والاجتماعية، بما توفِّره من تنميةٍ شمولية لمختلف مراحل النمو، مما يسهِمُ في تحقيق الغايات التربوية المنشودة على المستوى المعرفي والمهارى والوجداني

    مما جعلها صالحةً لمسايرة الاتجاهات الحديثة في التعليم، فهي تنطلق من الدَّليل المعصوم، والذي يُعدُّ أصلاً شرعيًّا ومنطلقًا دينيًّا لكلِّ مواقف الحياة بمختلف جوانبِها الاجتماعية والعلمية والصحية والبيئية؛ وذلك لأنَّ المهارات الحياتية في الإسلام ترتبط بالغاية الكبرى، والتي لها خُلِق الإنسانُ في هذه الحياة، حيث يقول - تعالى -: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ الذاريات: 57-56 . فكلُّ عملٍ يقوم به المسلمُ يعتبر عبادةً متى ما اصطحب معه الإخلاص، واستشعر امتثالَ أمر الله - سبحانه - فقد جاء في الحديث عن رسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام -: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى))؛ أخرجه البخاري، فمن أُسُسِ تنمية المهارات الحياتية في الإسلام أنْ يوطِّن الإنسانُ نفسَه على الاحتساب في كلِّ شيء، فمن كان مشتغلاً بتجارةٍ أو صناعة، أو حرفةٍ أو فلاحة، أو غيرِها من الأعمال، فلينْوِ بذلك القيامَ بواجب النَّفس والأهل والعيال طاعة لله

    ومما يُنتبه إليه أنَّ استمرار الطَّابع التقليدي في تدريسها - القائم على الحفظ وتذكر المعلومات - أدَّى لانخفاضٍ ملحوظ في اكتساب المهارات المختلفة، وعدم ربطِها بواقع حياة الطُّلاب من خلال الاهتمام بتنمية مهاراتِهم الحياتية، فعلى سبيل المثال حينما يُدَرَّسُ قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضعٌ وسبعون - أو بضعٌ وستون - شعبةً، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان))؛ أخرجه مسلم، فإنَّه يمكن أن يكون أساسًا لتنمية مهارات حياتية عديدة، منها مهارات البيئة والصِّحة وغيرِها من مهارات الحياة، وأمثلة ذلك كثيرةٌ في القرآن والسنة، لا يمكن أن يتسعَ المقامُ لحصرِها، ومن الملاحظ أنَّ تنميةَ المهارات الحياتية وتصنيفَها أصبح من أهمِّ الاتجاهات الحديثة في المجال التربوي، فقد تزايد الاهتمامُ العالمي بالتعليم الذي يهدِفُ إلى تنميتِها؛ سعيًا لإعداد الطالب إعدادًا شاملاً للحياة، فقد أكَّد العديدُ من التربويين على أهميةِ تضمين المهارات الحياتية في المناهِج، باعتبارِها من أهمِّ نواتج التعليم الهامة، والمرغوب إكسابها للمتعلِّمين في أي مرحلةٍ دراسية؛ لأنَّ التلاميذ يحتاجون لهذه المهارات في جميع مراحل حياتهم، بل وفي جميع شؤونِهم اليومية؛ من أجلِ تحقيق تربيةٍ متكاملةٍ ومستدامة

    إقرأ أيضا: مهارة التواصل

    إقرأ أيضا: مهارة حل المشكلات

    dourousi-imtihanati
    dourousi-imtihanati